recent
أخبار

قمة سوتشي.. هل فصّل بوتين ولبس أردوغان؟ ... د . محمد بكر

الدار العراقية
الصفحة الرئيسية

 



استبق كل من الرئيسين الروسي والتركي اللقاء بينهما في سوتشي، بفرد الأوراق السياسية والميدانية، روسيا قصفت مواقع للمعارضة المسلحة في الشمال  وتركيا عززت الحضور العسكري في المنطقة، مايؤكد أن الملف السوري كان حاضراً بقوة خلال اللقاء، على الرغم من حضور ملفات أخرى مهمة كأفغانستان وليبيا وملف قره باخ والملف الاقتصادي بين الجانبين.

محطات عديدة ولقاءات كثيرة جمعت الرئيسين في سوتشي وغيرها، أفرزت منتجات سياسية عنوانها توافقي ومضمونها خلافي محوري، أهمه تبادل الاتهامات لجهة خرق اتفاق وقف إطلاق النار وممارسة نوع من فرض الرؤى لتحصيل الغلال السياسية التي عنوانها المصلحة والأولوية والقضايا الاستراتيجية .

لم يرشح كثيراً عن القمة، لكن ربما انتهج الرئيس التركي نوع من المرونة خلال اللقاء، بتأكيده على تطور العلاقة بين البلدين، وتظهيره الإصرار على إنفاذ التعاون العسكري بالرغم من الاعتراضات الأميركية، سيما وأن العلاقة بين تركيا وواشنطن يشوبها الكثير مما يزعج الرئيس التركي، لجهة استمرار الولايات المتحدة دعم قوات سورية الديمقراطية، وهو ماترى فيه أنقرة تهديدا لأمنها القومي، والتدخل الأميركي في صفقة منظومات الدفاع الجوي الروسية اس400 التي اشترتها تركيا في العام 2019، والدفعة الثانية منها ربما تكون إحدى مخرجات القمة، فيما لفّ ربما نوع من ” الحزم ” كلام الرئيس الروسي الذي قال أن المحادثات مع تركيا تكون أحياناً صعبة لكن الطرفان يعرفان كيف يصلان لحلول وسطية، فعديدةٌ هي  المحطات وسنوات خلت مارس فيها التركي وعلى ” العين الروسية”، عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية، من درع الفرات إلى غصن الزيتون وصولاً لنبع السلام (بالتسميات التركية)، سيطر فيها على مساحات كبيرة لإبعاد التواجد الكردي ودفاعاً عما يسميه الأمن القومي، من دون تدخل روسي مباشر وفاعل، مارست فيه موسكو ضغطاً كبيراً على دمشق لجهة عدم إنفاذ أي سيناريوهات ميدانية للرد على التركي، ومع ذلك لم يرد أردوغان على ” الوفاء ” الروسي بالوفاء، وانما مزيداً من الحضور التركي تجد فيه أنقرة ” دوراً ريادياً ” هدفه البناء في سورية وليس الاحتلال، كما قال أردوغان مؤخراً في معرض حديثه عن بناء الجامعات والمؤسسات والبنى التحتية في الشمال السوري، هنا يمكن أن يكون اللقاء محطة ” أخيرة ” في الميزان الروسي، لجهة حسم ملف الشمال وفق رؤية سياسية وخطوات زمنية لا رجعة ولا مماطلة في تنفيذها .



تركيز الرئيس التركي بحسب ما سُرّب، على أن السلام في سورية يحكمه العلاقة مع موسكو، هي رسالة سياسية ربما لا تخلو من تمنيات تركية لجهة أن يحضر الروسي أكثر في الشمال السوري بأكمله، على طريق قطف ثمار العلاقة المتينة وفق المصلحة التركية والسورية، إذ بات من الواضح أن مايؤخر حسم الملف في الشمال السوري، ومايعد العائق الرئيس في الوصول إلى تسوية سياسية وفق صيغ مشتركة بين الأفرقاء، هو إيغال اليد الأميركية في الحضور الداعم لقسد التي تضيّع مقدرات الشعب السوري بسيطرتها على النفط والمناطق الحيوية، وأداة لتحقيق الرغبات الأميركية في تصنيع حالة من اللااستقرار والتعقيد السياسي والميداني، وهو مايشكل الباعث على استمرارية السلوك التركي الملامس لتوصيف الاحتلال والبقاء في تلك الجغرافيا.

الحديث عن صدام مباشر بين روسيا وسورية من جهة، والقوات التركية في الشمال من جهة أخرى، من المبكر توقعه أو حتى حدوثه، لأن موسكو تفصل المشهد السوري في الشمال وفق منطوق المصالح البحت، وترى في العلاقة مع أنقرة علاقة مهمة يحكمها الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية الوازنة، في قطاعات الطاقة والسياحة والقطاع العسكري وهو ما أشاد به بوتين خلال اللقاء في جزئية حديثه عن نمو التبادل التجاري بين البلدين .

 الرئيس الروسي لم يترك ضيفه منتظراً فترة أطول إلى حين لقائه، كما فعل مرة ورد عليه أردوغان، في إشارة لتضارب التقييمات بين الجانبين ولاسيما في سورية؟؟ بل كان بانتظاره عند الباب ” كعربون ” لمرحلة جديدة ربما، عنوانها التفصيل والتنفيذ .


google-playkhamsatmostaqltradent