recent
أخبار

اعارض عودة بلدي سورية العظيمة الى الجامعة العربية.. لهذه الاسباب ... د . أوس نزار درويش

الدار العراقية
الصفحة الرئيسية

 




بعد الحرب الكونية الإرهابية التي شنت على بلدي العظيمة سوريا منذ إحدى عشر عاما من قبل المحور الصهيوني الأمريكي وأدواتهم الرخيصة العميلة ولم يتركوا فيهاوسيلة لم يستخدموها ضد الشعب السوري والدولة السورية من خلال إدخال الإرهابيين وشذاذ الآفاق من شتى أصقاع الأرض واستخدام أسلوب الإرهاب الاقتصادي من خلال فرض العقوبات على الدولة السورية والشعب السوري كل هذا من أجل تدمير سوريا وتفتيتها كرمى لعيون الكيان الصهيوني اللقيط والمجرم لأن سوريا تشكل العقبة الأساسة في وجه الأطماع والمشاريع الصهيونية وهذا ماقاله قادة الكيان الصهيوني أنفسهم .

وبعد أن اقتربت سوريا لكي تخرج من أزمتها بانتصارها على الارهابيين المأجورين ومشغليهم باستعادة الجيش العربي السوري السيطرة على أكثر من تسعين بالمئة من الأرض السورية واقتراب التعافي من الوضع الاقتصادي المتأزم وإن بدى بطيئا بعض الشي بفعل العقوبات الاقتصادية الجائرة على الشعب السوري فبعد كل هذا تتهافت الدول العربية للانفتاح على سوريا سياسيا واقتصاديا ووردت الكثير من التسريبات في الفترة الأخيرة تفيد بأن الدول العربية تريد إرجاع سوريا إلى جامعة الدول العربية وأنا لاأؤيد عودة بلدي العظيمة سوريا إلى هذه الجامعة ولتوضيح أسباب رفضي هذا الأمر يجب أن نبحث الموضوع من بدايته .

فجامعة الدول العربية والتي أسست في 22 مارس 1945ففكرة تأسيس هذه الجامعة لم تكن فكرة عربية بالأساس بل هي فكرة بريطانية بحتة وبالتحديد من وزير خارجية بريطانيا آنذاك(السير أنتوني إيدين)،فبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية أغلب الدول العربية وقتها تعاطفت بشكل كبير مع دول المحور ضد الحلفاء وهذا ماأخاف بريطانيا وهنا جاء (أنتوني إيدين)بفكرة تأسيس جامعة للدول العربية وذلك لدغدغة مشاعر وعواطف العرب وأول ماصرح أنتوني إيدين بفكرة جامعة الدول العربية كان من خلال مقال شهير له في صحيفة (ذا مانشستر غارديان)وبالتحديد في الأول من فبراير من عام 1941 عندما صرح فيه بأنه يتحتم علينا المساهمة في إنشاء جامعة تجمع العرب وتكون هذه الجامعة أداة متقدمة لتحقيق المصالح البريطانية وهذا ماعاد وأكد عليه أنتوني إيدين في زيارة له للعراق في مارس من عام 1944 وفي هذه الزيارة التقى رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري السعيد وصرح بضرورة إنشاء جامعة للدول العربية وكلف نوري السعيد بأن يكون المنسق لقيام هذا المشروع وبعدها بحوالي السنة أسست جامعة الدول العربية ومايؤكد كلامنا كلام أول أمين عام لجامعة الدول العربية(عبد الرحمن عزام)عندما صرح في مذكراته التي كتبها وقال فيها:(بأن فكرة جامعة الدول العربية ليست فكرة عربية بالمطلق بل هي فكرة وتأسيس وزير الخارجية البريطاني أنتوني إيدين وبريطانيا كانت المشرفة الأساسية على إنشاء جامعة الدول العربية)هذا كلام أول أمين عام لجامعة الدول العربية وهذا مايقطع الشكل بشأن منشأ هذه الجامعة لذلك أغلب الأحزاب القومية الوطنية في تلك الفترة وفي مقدمتهم حزب البعث العربي الاشتراكي رفضوا هذه الجامعة وعارضوها بشكل كبير.

ومنذ تأسيس جامعة الدول العربية وإلى الآن لم تقدم هذه الجامعة أي خدمة أو أي دور مشرف تجاه القضايا العربية المصيرية المشتركة لا بل أكثر من هذا لعبت دورا تخريبيا وتآمريا ضد الكثير من الدول العربية وكانت مطية للتدخلات الخارجية ضد الكثير من الدول العربية نذكر منها عند احتلال الكيان الصهيوني لبيروت عام 1982 لم تقم جامعة الدول العربية بلعب أي دور وقتها ولاحتى إدانة هذا العدوان أو رفع شكوى إلى مجلس الأمن بالإضافة إلى دورها في الحصار الاقتصادي الذي فرض على الشعب العراقي في التسعينيات من القرن المنصرم وعندما اجتاحت القوات الأمريكية العراق عام 2003 بشكل يخالف القانون الدولي ضاربة بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة لم تقم وقتها جامعة الدول العربية بأي شي ولاحتى الإدانة الشفهية ،وأيضا قيام جامعة الدول العربية بمباركة تقسيم السودان.

ولكن الدور العميل والـتآمري والخياني لجامعة الدول العربية بدا مع انطلاقة مايسمى زورا بأحداث الربيع العربي فقد شكلت هذه الجامعة المطية والأداة الرخيصة لتدمير الكثير من الدول العربية الوطنية ،وبدأ هذا الأمر في ليبيا عندما دعت جامعة الدول العربية في 12-3-2011مجلس الأمن إلى فرض حظر جوي فوق ليبيا وهذا مااستغلته الدول المعادية لليبيا وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقامت بغزو وجوي وبري ضد ليبيا كان من نتيجته تدمير الدولة الليبية وتهجير الشعب الليبي ودخول ليبيا في مستنقع من الأزمات والفوضى لم تخرج منها إلى الآن فوصول ليبيا إلى ماهي عليه الآن تتحمل مسؤوليته وبالدرجة الأولى جامعة الدول العربية عندما تآمرت على ليبيا والشعب الليبي وأعطت الشرعية لدول الناتو لتدمير ليبيا.

ماتم في ليبيا حاولت جامعة الدول العربية تكراره مع سوريا وبارغم من إن الدولة السورية وقتها رحبت بأن تلعب الجامعة العربية دورا في حل الأزمة السورية ووافقت وقتها الحكومة السورية على مقترح إرسال مراقبين عرب من قبل جامعة الدول العربية لمراقبة الأوضاع على الأرض وبالفعل هذا ماتم إذ تم إرسال مراقبين عرب من قبل جامعة الدول العربية إلى سوريا وجاء تقرير المراقبين بوجود مسلحين إرهابيين في سوريا يقومون بمهاجمة نقاط الجيش العربي السوري وقتل المدنيين وبالرغم من ورود هذا التقرير المهني من المراقبين العرب والذين أرسلتهم جامعة الدول العربية قامت هذه الجامعة وبإملاءات من الأنظمة الخليجية وفي مقدمتها قطر والسعودية بتجميد عضوية سوريا من جامعة الدول العربية بالرغم من رفض الكثير من الدول العربية لهذا القرار وهذا مايشكل مخالفة لميثاق جامعة الدول العربية وقامت بعدها برفع الملف السوري إلى مجلس الأمن وطلبت من خلاله فرض حظر للطيران فوق سوريا والتدخل العسكري في سوريا بحجة حماية المدنيين في تكرار للمشهد الليبي لكن هذه المرة روسيا استفاقت من غفوتها وعادت للعب دورها في المسرح الدولي فكانت أن استخدمت حق النقض الفيتو مع الصين ضد هذا القرار ،وبالإضافة لهذا شكلت هذه الجامعة رأس الحربة في الهجوم على الدولة السورية والشعب السوري من خلال فرض العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري وحظر التعامل مع البنوك والشركات السورية وقيامها أيضا في مؤتمر القمة العربية في الدوحة في مارس من عام 2013 بتسليمها مقعد الجمهورية العربية السورية إلى مجموعة من الخونة المأجورين (ائتلاف المعارضة السوري)وهذا التصرف شكل وقتها قمة المهزلة .

ومايؤكد ويثبت بأن هذه الجامعة تدور في الفلك الصهيوني الأمريكي بالدرجة الأولى قيامها في إبريل من عام 2016 بتصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية مع إن حزب الله يعتبر أكبر حزب مقاوم للكيان الصهيوني في الفترة الحالية ويشكل أكبر خطر وجودي على العدو الصهيوني وهذا مايدلل على كلامنا بأن أفعال هذه الجامعة تصب في المصلحة الصهيونية.

وأيضا وقوف جامعة الدول العربية مع المشاريع الأمريكية الصهيونية على منطقتنا في الفترة الأخيرة ومنها صفقة القرن واتفاقيات إبراهام التطبيعية ومايؤكد على هذا رفض جامعة الدول العربية لطلب السلطة الفلسطينية عقد جلسة طارئة لمناقشة اتفاقية التطبيع الإماراتية مع الكيان الصهيوني وهذا مايثبت لنا الموافقة الضمنية من جامعة الدول العربية على اتفاقيات التطبيع المخزية من جانب بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني .

فهناك مشروع يجري الإعداد له بشأن توسيع جامعة الدول العربية واستبدال اسمها بجامعة الدول الشرق أوسطية وذلك لضم الكيان الصهيوني لها ولكي يتزعم العدو الصهيوني المنطقة بشكل قانوني ورسمي وهذا ماذكره الكثير من المسؤولين الصهاينة ومنهم عامير بيريتس وزير الحرب الصهيوني الأسبق عندما صرح في مقال له في صحيفة معاريف الصهيونية في عام 2019 بأنه يتحتم إنشاء جامعة للدول الشرق أوسطية ويجب أن تكون إسرائيل في مقدمة دول هذه الجامعة وهذا ماأكد عليه وللأسف الشديد الكثير من المسؤولين الإماراتيين والبحرينيين عندما رحبوا وبشكل علني إلى ضم الكيان الصهيوني إلى جامعة الدول العربية.

لكل هذه الأسباب لاأرغب ولاأؤيد عودة بدي العظيمة الجمهورية العربية السورية إلى هذه الجامعة المشبوهة وأنا أرى بأن إكرام هذه الجامعة هو دفنها بسبب أعمالها والتي ذكرناها وأيضا بسبب إنها فقدت أي شرعية أخلاقية لها فلا أعتقد بأن أي مواطن عربي شريف يؤمن بهذه الجامعة أو دورها وأنا أرى بضرورة استبدالها بتجمع عربي جديد يكون بإنشاء عربي ويكون معبرا عن المصالح العربية المصيرية وفي مقدمتها قضية العرب المركزية ألا وهي القضية الفلسطينية وعدو العرب التاريخي وهو الكيان الصهيوني فأي تجمع عربي مستقبلي يجب أن ينطلق من هذه القاعدة فقد آن الأوان لنا كعرب بأن نقوم من سباتنا العميق وننهض لبناء أنفسنا لأن الأمة العربية أمة عظيمة وخالدة ولن تكون إلا أمة عظيمة وخالدة وهذه الفترة العصيبة ستنتهي وسننهض من جديد وبإذن الله.

كاتب وباحث سياسي عربي سوري وأستاذ جامعي في القانون العام

google-playkhamsatmostaqltradent