recent
أخبار

من الناصرية ... باحثة عراقية تعثر على طفيلي يسبب السحايا

الدار العراقية
الصفحة الرئيسية

 



الناصرية – بينما كانت تقضي ساعات طويلة في مختبر كلية العلوم لإكمال أحد الاختبارات المتعلقة ببحث علمي تعمل عليه، اكتشفت الباحثة الدكتورة بسعاد عقرب معله بالمصادفة وجود طفيلي غريب اتضح فيما بعد أنه يسبب مرض السحايا للإنسان.

ولأن الاكتشاف أدهشها، تركت كل شيء وبدأت تعمل على دراسة الطفيلي الذي عُدّ أول اكتشاف من نوعه في العالم، وفقا للباحثة

بسعاد معله أستاذة متخصصة في الطفيليات بكلية العلوم في جامعة ذي قار (جنوبي العراق)، وهي صاحبة تشخيص واكتشاف الطفيلي المسبب لمرض السحايا للإنسان، وعكفت على دراسته على مدى 6 أشهر بحثا عن تفاصيله وكيف يظهر وينمو ومكانه وإلى أي العوائل الطفيلية ينتمي.

بداية الاكتشاف

بدأت الباحثة معله رحلتها العلمية بالدراسات العليا في جامعة البصرة قبل سنوات، ومما سهل الأمر عليها أن جزءا من عملها هو التحرّي عن الأميبات الحرة الانتهازية التي تصيب الدماغ وتسبب مرض السحايا للإنسان، فكانت تذهب بين حين وآخر إلى المستشفيات لأخذ عينات من المرضى

تقول الباحثة للجزيرة نت إن الهدف من الأبحاث التي تقوم بها كان عزل الأميبات عن السائل الدماغي لمرضى السحايا، كون هذه الأميبات تم عزلها من السائل الدماغي في أغلب مدن العالم ولكن لم يتم عزلها في العراق.

وتضيف "تمكنت من ذلك بأخذ العينات من المرضى ممن كانت نتيجة الفحص البكتيري لهم سالبة حتى نستبعد المسبب البكتيري للسحايا"، ومن ثم كانت تقوم بالتحري عن أنواع الأميبات التي تصيب الدماغ وتسبب السحايا.

بعد الحصول على هذه العينات وزرعها في أوساط خاصة، لاحظت بسعاد وجود نمو لكن هذه المرة لم تجد الأميبات التي تبحث عنها والمعروف أنها تسبب السحايا، بل وجدت طفيليا آخر لم يسجل عالميا على أنه يسبب أي مرض للإنسان وهذا الطفيلي يرجع إلى الطفيليات الهدبية.

المعروف عن الطفيليات الهدبية -حسب حديث الباحثة- أنه لا يوجد فيها أي كائن طفيلي ما عدا كائنا واحدا هو القربية القولونية "بلانتيديوم كولاي" (Balantidium coli) الذي يصيب القناة الهظمية للإنسان ويسبب مرض (الدزنتري)، أما غير هذا الجنس من الطفيليات فلا يوجد بهذه المجموعة

توضح الباحثة أن ما تم العثور عليه هو طفيلي هدبي من السائل الدماغي لمرضى السحايا تمت دراسته مجهريا، فظهر أنه يشبه إلى حد ما طفيليا من عائلة الطفيليات "ميزانوفيرس" (Mesanophrys) العائدة إلى عائلة "أوركيتوفيردي" (Orchitophrydiae)

إثبات الاكتشاف

حسب الباحثة، فقد قامت بتشخيص من أجل تثبيت الطفيلي، واتضح أنه مطابق لعائلة "أوركيتوفيردي" (Orchitophrydiae) وقريب الشبه من عائلة الطفيليات "ميزانوفيرس" (Mesanophrys)، وربما يكون الجنس الذي تم الحصول عليه هو نوع جديد من ميزانوفيرس.

تضيف الباحثة أنها قامت بتجربة عن طريق الإصابة التجريبية للحيوانات المختبرية، إذ أحدثت بها جروحا وحقنتها بهذا الطفيلي وخلال 27 يوما من الإصابة لوحظ أن وضعها غير طبيعي، وبعد التشريح "لاحظنا هذا الطفيلي مع وجود تورم واضح في الدماغ، وبعد ذلك أخذنا مقاطع نسيجية للدماغ ووجدنا هذا الطفيلي الهدبي فيه، ومن ثم فهذا إثبات أنه ينتقل عبر الجروح وربما يحدث للإنسان أيضا، وقد تكون هناك طرق أخرى ينتقل بها الطفيلي".



أماكن وجود الطفيلي

تقول الباحثة إن الطفيلي يعيش بصورة خاصة في المياه البحرية ويمكن أن يعيش أيضا في المياه العذبة، لكن لم يسجل عالميا على أنه يصيب الإنسان، وهو مسجل فقط كونه يصيب بعض الحيوانات المائية، فقد وجُد في أنواع من الأسماك وبعض من سرطان البحر وكذلك بعض أنواع النواعم.

وهذا الطفيلي -حسب معله- قد سبّب الموت لهذه الحيوانات المائية، ولكن لم يُسجل من قبل أن وجوده يسبب السحايا للإنسان، ويُعدّ اكتشافها الأول من نوعه في العالم على أنه يسبب السحايا.

البحث عن علاج

نُشر الاكتشاف في مجلة "ماتيريالز تودي: بروسينغز" (Materials Today: Proceedings)، وتسعى الباحثة حاليا إلى إيجاد علاجات حيث تقوم في أبحاثها بتجريب علاجات داخل جسم الكائن الحي وخارجه.

وتعتقد الباحثة أن هناك عددا كبيرا من الطفيليات من الممكن أن تسبب الأمراض للإنسان لم تسجل بعد، و"من الممكن للطفيلي الذي اكتشفته أخيرا وتم تسجيله في العراق أن يصيب جميع سكان العالم ربما في السنوات القادمة، على حد تعبيرها، وقد يتم عزله في دول أخرى".



تحليل المصابين بالسحايا

دعت الباحثة الأطباء في العراق والعالم، خلال مراجعة الحالات المرضية المصابة بالسحايا لعياداتهم، ألا يقتصروا على التحليل البكتيري، ونصحت بالاستعانة بالتحليل الطفيلي

وعن مدينة ذي قار، تؤكد معله أنها مستعدة لإجراء تحليل زراعة الطفيلي للحالات المرضية المشكوك فيها.

وقالت الباحثة إن أعراض مرض السحايا متشابهة، وكل شخص يصاب بالسحايا بالعلامات المعروفة التي هي صداع، وألم في الرأس والرقبة، وارتفاع في درجات الحرارة، وغثيان، وربما نوبة من الإغماء وغيرها من تلك العلامات


google-playkhamsatmostaqltradent